احيا حوالى خمسمئة شخص غالبيتهم من المثقفين المصريين والفلسطينيين في القاهرة امسية شعرية غنائية في مسرح الجنينة في حديقة الازهر مساء الاربعاء تكريما للشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي توفي السبت عن 67 عاما.
وشارك في الامسية التي نظمتها مؤسسة "المورد الثقافي" الاهلية العربية تحت اسوار بناها صلاح الدين الايوبي لحماية القاهرة الاسلامية وتوحيدها عدد من كبار الشعراء المصريين والعرب المقيمون في القاهرة.
وغصت مدرجات مسرح الجنينة بالحضور بينما كانت اغاني مرسيل خليفة لقصائد درويش تتردد في جنباته. ورفعت في خلفية المسرح ثلاث صور كبيرة للشاعر الفلسطيني الراحل امام السور الذي بناه صلاح الدين لحماية القاهرة التي وحد قطاعاتها.
واكدت مديرة مؤسسة "المورد الثقافي" بسمة الحسيني في كلمة في البداية اهمية "الاحتفاء بقامة شاعرية تعانق قبة السماء اضفت على الشعر الفلسطيني والعربي ابعادا انسانية تجاوزت الراهن ومهدت للانساني المقبل".
من جهته اشار الوزير السابق في السلطة الفلسطينية حسن عصفور الى "رفض درويش اتفاقية اسلو الا انه تعايش معها" قبل ان تلقى او تنشد قصائد للشاعر. وقدمت فرقة فلسطينية قصيدة "خديجة" التي قامت بتلحينها والقائها تلاها الفنان خليل مرسي ملقيا قصيدة "سجل انا عربي".
بدروه ادى الملحن والمغني محمد عزت اغاني لحنها قبل سنوات لقصائد درويش كان قام بغنائها المطرب علي الحجار بحضور الشاعر الراحل قبل ثلاثة اعوام في امسية نظمتها مكتبة الاسكندرية تكريما للشاعر.
وشارك في القاء القصائد ايضا المذيعة في التلفزيون المصري وفي اوربت بثينة كامل وشاعر الفصحى حلمي سالم الذي اختار مقاطع من "جدارية محمود درويش" الذي حاور فيها الموت ورأى موته بشكل مبكر. اما الشاعر الشعبي امين حداد نجل ابرز الشعراء الشعبيين المصريين فؤاد حداد فقد القى نصوصا نثرية للشاعر الراحل بينما قدمت الشاعرة السورية لينا الطيبي والشاعرة فاطمة قنديل قصائد من اخر دواوين الراحل "اثر الفراشة".
وقامت المغنية الفلسطينية عبير صنصور بغناء قصائد بصوتها دون مرافقة موسيقية خصوصا "امي" و"ريتا" اللتين لحنهما مرسيل خليفة الذي رافق درويش في العديد من امسياته الشعرية في بيروت ولحن العديد من قصائده. واختتمت الامسية بقصائد القاها الشاعر الفلسطيني مصطفى الاغا.
واثناء الحفل عرضت مقاطع شعرية على شاشة نصبت في مقدمة المسرح كان القاها الراحل في احد امسياته في عمان بينها قصيدة "عابرون في كلام عابر" و"مديح الظل العالي" وبعض القصائد الجديدة التي يختبر من خلالها الجمهور بينها "لاعب النرد".
وشيع عشرات الآلاف من الفلسطينيين في رام الله في الضفة الغربية الاربعاء الشاعر الكبير الى مثواه الاخير في جنازة وطنية حاشدة. وقد توفي درويش في التاسع من آب/اغسطس عن 67 عاما في احد مستشفيات مدينة هيوستن في الولايات المتحدة بسبب مضاعفات اثر عملية جراحية في القلب.