بدات فاعليات احياء زياد الرحباني اولى حفلاته في العاصمة السورية مساء الخميس بالظهور اذ ادت "مطالبة الجمهور" الى تمديدها يوما واحدا بعد ان كان مقررا تقديم اربع حفلات فقط في مسرح مجهز خصيصا لذلك في قلعة دمشق.
وهي المرة الاولى التي يحيى فيها الرحباني حفلات فنية في دمشق.
وسيرافقه 50 موسيقيا منهم 27 سوريا و22 ارمنيا وموسيقيين من فرنسا وهولندا وبريطانيا ولبنان بقيادة المايسترو كارين دورغاريان الذي قاد حفلات فيروز وزياد في مهرجانات بيت الدين العام 2000 وتضم الفرقة ايضا جوقة من تسع مغنيات غالبيتهن من السوبرانو السوريات وابرزهن رشا رزق.
وتوضح المسؤولة الاعلامية عن حفلات زياد والملحقة الاعلامية لفيروز ضحى شمس ان وجود هذا العدد الكبير من الموسيقيين السوريين مرده "مهارة العازفين السوريين في التخت الشرقي.فنحن نستعين بهم حتى في الحفلات خارج سوريا".
واكدت شمس ان "الحفلات مددت ليوم واحد" مشيرة الى انه "من الصعب" تمديد الحفلات اكثر من ذلك بسبب "ارتباطات الموسيقيين الاجانب المشاركين".
من جهتها اوضحت حنان قصاب حسن الامينة العامة لاحتفالية دمشق التي تستضيف الحفلات ان التمديد ياتي "استجابة لمطالبات كثيرة من الجمهور بعد ان بيعت كل بطاقات الحفلات الاربع".
ولفتت الى انه من المقرر ان تستوعب قلعة دمشق ثلاثة الاف شخص جلوسا وبعد ان بيعت البطاقات كلها "تعمل الامانة العامة وتدرس زيادة العدد في الحفلة الواحدة ليصل الى 4500 شخص".
وتضيف قصاب حسن "لدينا مخطط سينوغرافي دقيق جدا وضعه التقنيون في فرقة زياد بحيث يصل الصوت باحسن احواله الى كل مستمع موجود في الحفلة".
وبحسب المنظمين سيتم الاعلان عن فتح شباك التذاكر لبيع 1500 بطاقة اضافية لكل حفلة من الحفلات الخمس في حال التأكد خلال التمارين من ان ذلك لن يؤثر تقنيا على الحفل.
وتشير قصاب حسن التي التقت الرحباني بعد وصوله سوريا لاجراء البروفات اللازمة والتأكد من التجهيزات التقنية ان زياد "كان متوترا دائما يتوتر قبل الحفلات فهو يحب ان يكون كل شيء كاملا ولا يقبل ابدا بانصاف الحلول".
واذ يؤكد المنظمون ان "هناك تجهيزات ضخمة استحضرت خصيصا للحفل" فهم يتوقعون ان يكون هذا الحفل "من أفضل ما قدمه زياد الرحباني".
وانشأ مسرح ضخم في قلعة دمشق لحفلات زياد وتوزعت حول المسرح رافعات لحمل مكبرات الصوت "بما يجعل المكان مناسبا لاستيعاب التجهيزات التقنية والجمهور" بحسب أحد المسؤولين.
وكانت احتفالية دمشق الثقافية حرصت على توزيع منافذ البيع على عدة محافظات سورية اضافة الى دمشق التي حظيت بالعدد الاكبر من البطاقات. فيما كان لافتا للمنظمين ان "الاقبال الاكبر على شراء البطاقات كان في الساحل السوري".
واستقبلت دمشق مجيء الرحباني الاول بحفاوة تخطت نطاق الترويج. وكتب على الملصق الاساسي للحفل "زياد في قلب دمشق" الى جانب رسم "غرافيكي" له.
اما الملصقات التي وزعت على اللوحات الاعلانية فحاولت استلهام الفن الذي يقدمه الرحباني ومما جاء في اعلاناتها "زياد.. لأول مرة منكون سوى" و"زياد... يا نور عيني" و"سهرني يا ابو الاحباب".
ومن جهتها قدمت احدى الاذاعات السورية اعلانات تحاكي النفس المسرحي الساخر لزياد. اذ انتجت اذاعة "شام اف ام" الخاصة مجموعة اعلانات وولفتها باستخدام تسجيلات مسرحيات الرحباني ليبدو الاعلان وكأنه حوار مباشر بين المذيع وزياد.
كما سيرت امانة احتفالية دمشق اكشاك متنقلة هي عبارة عن مكتب صغير خلفه صورة كبيرة لزياد لتوزيع اوسمة صغيرة تحمل صوره واعلام وملصقات وتبث الاكشاك في شكل متواصل اغان لزياد ومقاطع من مسرحياته.
واذ كان من الصعب معرفة ما اذا كان زياد سيغني في الحفل ام سيكتفي بالعزف على البيانو فمن المتوقع ان يتخلل الحفلات بث مقاطع من "اسكتشات" من الحلقات التي سجلها سابقا للاذاعة او فواصل مكتوبة للمسرح.
ومن المتوقع ان يقدم زياد مجموعة من "اهم اعماله واحدثها ومنها ما سيقدم للمرة الاولى في حفل حي" بحسب بيان احتفالية دمشق.
ويضيف البيان ان خصوصية حفلات زياد تكمن في "انها المرة الاولى التي يزور فيها الرحباني الابن دمشق ليلتقي جمهورا عريضا انتظره سنينا وعرفه من خلال مسرحياته وبرامجه الاذاعية ومن خلال تأليفه وتلحينه اغان شكلت منعطفا في مسيرة" فيروز.
وتأتي حفلات زياد بعد ان قدمت والدته فيروز في دمشق عروض مسرحية "صح النوم" في افتتاح احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية مطلع العام الحالي بعد غياب دام حوالى 27 عاما.