عمت الفرحة الغامرة منزل اللاعب هشام مصباح الفائز بالميدالية البرونزية فى بطولة الجودو بدورة الالعاب الاولمبية فى بكين ، وأنطلقت الزغاريد مدوية من المنزل الذى يقع بأحد الأحياء الشعبية فى مدينة الاسكندرية، وتلقى والد اللاعب ووالدته سيلا من الاتصالات الهاتفية للتهنئة بفوزه بالميدالية البرونزية.
واعرب حسن مصباح والد البطل المصرى هشام مصباح عن سعادته الغامرة بهذا الانجاز المشرف لابناء مصر مشيرا الى أنه تلقى اتصالا هاتفيا من البطل المصرى عقب فوزه بالميدالية الغالية.
وقال حسن مصباح فى تصريح له الاربعاء أن الفرحة كانت هى المسيطرة على المكالمة التليفونية بينه وبين البطل هشام الذى وجه الشكر الى الشعب المصرى العظيم الذى يتابع بأهتمام أخبارالبعثةالمصرية فى بكين.
وقالت والدة البطل هشام مصباح انها تشعر بسعادة وفرحة مصر بالكامل بالانجاز الذى حققه ابنهاالبطل مشيرة الى امتلاء منزلها بالاسكندرية بالزغاريد والتى تعتقد انها ستستمر حتى عودة البطل لمنزله.
وأهدى اللواء سامح مباشر رئيس الإتحاد المصرى للجودو الميدالية البرونزية الى الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس جمهورية مصر العربية.
وأعلن مباشر - فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعد ظهرالأربعاء - أنه يهدى هذا الإنجاز أيضا الى المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة ، والى أعضاء مجلس إدارة الإتحاد المصرى للعبة والجهاز الفنى للمنتخب الوطنى.
وأشار مباشر الى أن فوز اللاعب بالميدالية البرونزية يعد تتويجا للجهود الكبيرة التى بذلها طوال الأعوام الماضية من سفر الى كل أنحاءالعالم للاحتكاك وعمل معسكرات خارجية للمنافسة فى الدورة الأولمبية.
وقال مباشر أن المجلس القومى للرياضة لم يبخل على الإتحاد بأى شىء ، من ناحية الدعم المادى والمعنوى ، موضحا أن المهندس حسن صقر كان يتابع بنفسه أخبار وإستعدادات لاعبى المنتخب المصرى للجودو قبل الأولمبياد.
وأضاف مباشر أن إتحاد اللعبة سيبحث تكريم اللاعب عقب عودته من الأولمبياد ، معربا عن أمله فى أن يوفق باقى لاعبى المنتخب المصرى فى تحقيق نتائج طيبة تليق بسمعة الجودو المصرى فى العالم.
وكان هشام مصباح نجم مصر فى الجودو قد قفز فى الهواء عقب اعلان فوزه بالميدالية البرونزية وأخذ يهتف "الله أكبر" وكررها أكثر من مرة.
وبعد ذلك سجد هشام مصباح على الأرض شكرا لله وعرفانا بفضله فى فوزه بالميدالية.
مصباح عاش يحلم بالأولمبياد
بدأ مصباح رحلته مع رياضة الجودو لاعبا في نادي الاتحاد السكندري وعشقها فانتقل للاحتراف في نادي الشمس، ولم يمنعه عشقه لتلك الرياضة من استكمال دراسته الجامعية حيث حصل علي بكالوريوس إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا .
تحول منزل اللاعب هشام مصباح في شارع "بوياستس "في منطقة سيدي جابر إلي قبلة لأهالي الحي ممن توافدوا علي المنزل مهنئين أسرة البطل المصري الحائز علي برونزية بكين للألعاب الأوليمبية، فيما قامت والدته الحاجة خيرية بتوزيع الشربات علي المهنئين من أبناء الحي.
وقالت الحاجة خيرية وهي تجفف دموع الفرحة ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن ابنها كان يحلم بتحقيق ميدالية لمصر في الدورة الأوليمبية، وإنه كان في كل مكالماته الهاتفية يطلب منها الدعاء له ، ولكل اللاعبين المصريين المشاركين في البطولة.
وبدا إن أسرة البطل من عشاق رياضة الجودو، فشقيقه الأكبر سبقه في رياضة الجودو وكان مدربا في ناي الشمس وانتقل بعدها لتدريب المنتخب الليبي ، وحاليا يدرب فريق احدي الشركات الكبيرة .
أما هيثم شقيق البطل الأولمبي هشام مصباح الذي يصغره مباشرة، فلعب الجودو في نادي الاتحاد السكندري أيضا لكنه لم يكمل المشوار ، واعتزل منذ عامين، ووصف شقيقه بأنه مثال للتواضع ومحبوب من أبناء الشارع والحي ومواظب علي أداء الصلوات في موعدها ، وإن شقيقه" هشام" كان متفائلا لإمكانية الفوز في بطولة بكين وأعد نفسه بدنيا ونفسيا .
وأضاف أن الأسرة كان لها دور جوهري في حب الأسرة لرياضة الجودو حيث سدد والدنا منذ سنوات طويلة رسوم اشتراك صيفي في نادي الاتحاد السكندري ، وان تشجيع المدربين كان وراء التحاقنا بتلك الرياضة.
أما شقيقته الوحيدة " هبه" طالبة في الفرقة الرابعة بكلية الإعلام فالتفت حولها صديقاتها يهنئونها علي نجاح شقيقها في إحراز الميدالية ، ومنهن من طلبن خطبة البطل المصري والارتباط به.
على الصعيد الرسمي ، هنأ محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب أسرة اللاعب هشام مصباح، وقال إن ما حققه البطل السكندري يعد إنجازا رياضيا كبيرا ليس للمحافظة فقط بل للرياضة المصرية بصفة عامة ولرياضة الجودو ةبصفة خاصة ، داعيا الشباب إلى الإقتداء به .
وأضاف أن الجهد في التدريب والعزيمة وحب الوطن كانوا وراء حصول البطل هشام مصباح على الميدالية البرونزية، مشيرا إلى أن الإسكندرية قدمت العديد من الأبطال الأولمبيين في مختلف اللعبات الرياضية كان آخرها المصارع كرم جابر الحاصل على ذهبية المصارعة ولاعب التايكوندو تامر بيومي الفائز بالبرونزية في الأولمبياد الماضية .
اول الغيث قطرة
لم يتمالك المصريون فى الصين سواء كانوا من مسؤولى البعثة الاولمبية او مواطنين انفسهم من الفرحة "بعد ان فعلها الفتى مصباح" وقدم لمصر الخالدة اولى ميدالياتها فى الدورة الاولمبية التاسعة والعشرين.
وامتزجت الفرحة المصرية ببهجة عربية بعد ان حصدت الجزائر ثانى ميدالياتها فى "يوم العرب بأولمبياد بكين-2008" وشاءت المقادير ان تكون الميداليات العربية الثلاث فى الجودو من بينها الميدالية البرونزية التى نالها اللاعب المصرى هشام مصباح فى اليوم الخامس من اعظم واكبر حدث رياضى عالمى.
وحتى محمد شاهين رئيس البعثة الاولمبية المصرية ولاعب الهوكى القديم تخلى عن هدوئه اللافت والمستفز للصحفيين ليرسم عاليا علامة النصر لمصر متفقا مع امال بنى وطنه الذين جاؤوا هنا لأغراض متعددة بأن "اول الغيث قطرة" فيما اجهش بعض المصريين بالبكاء من فرط تأثرهم بكسر الجدار الذى استمر اربعة ايام وبدا معاندا لنيل وطنهم الخالد لأى ميدالية اولمبية.
وبمجرد انتشار نبأ النصررصدت وكالة انباء الشرق الأوسط مشاعر غالية ومفعمة بالحب لمصر التى لم يتمالك ابنائها فى الصين انفسهم من الفرحة وراح اعضاء البعثة الاولمبية للفراعتة يتبادلون التهنئة فيما لوح مصريون جاؤوا للتجارة والعلاج والتعليم بعلامة النصر فى شوارع العاصمة بكين التى يصل عدد سكانها ل20 مليون نسمة.
وقال المصرى محمود حسن الذى جاء الى بكين من مدينة غوانشو التجارية خصيصا لتشجيع الفراعنة فى هذا الاختبار الرياضى العصيب:"مصر دولة عريقة وتستحق التتويج بالعديد من الميداليات الذهبية الاولمبية..واول الغيث قطرة".
وبفضل مصباح الذى ولد يوم السابع عشر من شهر مارس عام 1982 والذى يلعب فى وزن ال90 كيلو جراما حلت الفرحة محل حالة من القلق بل والتوجس بين كل المصريين فى الصين والذين تتعلق قلوبهم وانظارهم بعلم بلادهم املين ان يرتفع عاليا عاليا فى اعظم حدث رياضى عالمى.
وكانت حالة من التوجس قد سادت بين المصريين فى الصين منذ امس بعد ان توالى خروج الفراعنة من اولمبياد بكين-2008 على مدى الايام الاربعة الاولى للدورة الاولمبية التاسعة والعشرين فيما بدت الخسائر المتلاحقة لاتفرق بين العاب جماعية كالكرة الطائرة وكرة اليد وبين العاب فردية.
وزادت حالة التوجس مع تسرب انباء حول خلافات حادة بين الدكتور حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة وزميله الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحادين الدولى والمصرى لكرة اليد ودخول محمود علام سفير مصر فى بكين طرفا فى هذه الخلافات وانسحابه من مباراة مصر وروسيا لكرة اليد والتى انتهت بفوز الروس بفارق هدف واحد فى الثانية الاخيرة من المباراة.
مكافأة مالية كبيرة فى انتظار البطل
ينتظر حصول البطل المصرى هشام مصباح الفائز بالميدالية البرونزية فى منافسات الجودو لوزن 90 كجم فى الدورة الاولمبية فى بكين 2008 على مكافأة مالية من قبل المجلس القومى للرياضة لن تقل عن 750 الف جنيه.
وقال مصدر بالمجلس القومى للرياضة الاربعاء أن المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى وعد برفع مكافأت الفوز بالميداليات (ذهبية ، فضية ، برونزية ) فى دورة بكين 2008 الحالية عن دورة اثينا 2004 بنسبة 50 فى المائة.
وتنص لوائح مكافأت الفوز بالميداليات فى اولمبياد اثينا على حصول الفائز بالميدالية الذهبية على مليون جنية مصرى والفائز بالميدالية الفضية على 750 الف جنية والفائز بالميدالية البرونزية على 500 الف جنيه.