ينطلق في قلعة دمشق الاربعاء مهرجان ليالي موسيقى العالم الذي يستضيف مجموعة من الفرق الموسيقية والمغنين العالميين والعرب ويستمر حتى 23 تموز/يوليو الحالي.
ومن الاسماء البارزة التي ستحيي ليالي موسيقى العالم مغني الراي الشهير "فوديل" (الشاب فضيل) الفرنسي من اصل جزائي الذي قدم الاسبوع الماضي حفلا في رام الله تركار صدى كبيرا.
ويحيي المغني والموسيقي التونسي ظافر يوسف كذلك احدى حفلات المهرجان وهو الذي نال شهرة واسعة عبر دمجه الموسيقى الصوفية مع الالكترونية وموسيقى الجاز. ويقيم ظافر يوسف في اوروبا ويعمل مع ابرز الموسيقيين المجددين ويشاركه العزف عازفون نروجيون. والمغنيان يلتقيان الجمهور السوري للمرة الاولى.
وسيحمل افتتاح مهرجان ليالي موسيقى العالم طابعا افريقيا. فتقدم في بداية فرقة "تيناريورين" (صحارى) الاتية من مالي موسيقى "الاسوف" التي اشتهرت بعزفها في اهم المهرجانات العالمية وصارت معروفة ب"روك الصحراء".
ويلي حفل "تيناريورين" في الليلة نفسها حفل المغني وعازف الغيتار جوني كليغ (جنوب افريقيا) الملقب بملك موسيقى الروك "الزولو".
وهي المرة الاولى التي يقدم فيها هذا المغني المعروف بمحاربته للتمييز العنصري عبر موسيقاه حفلا في المشرق العربي. ويغني كليغ بلغة سكان جنوب افريقيا الاصليين وبالانكليزية.
ويعتبر هذا المهرجان "الاول من نوعه في سوريا فهو يضعها في شبكة المهرجانات العالمية لموسيقى العالم التي يشكل شهر تموز اوج نشاطها" على ما اوضحت لوكالة فرانس برس مبرمجة المهرجان جمانة الياسري.
ويقام المهرجان ضمن فعاليات احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008.
وتشير الياسري الى كثافة حضور الموسيقى القادمة من افريقيا في المهرجان وتضيف "الفرق الافريقية تعتبر من ابرز نجوم مهرجانات موسيقى العالم نظرا للشكل الاحتفالي الذي تقدم فيه حفلاتها متضمنة الرقص التقليدي".
وتضيف "وجود سوريا في شبكة مهرجانات يعطيها اعترافا ووجودا على الساحة العالمية وعلى مختلف الصعد السياسية والثقافية والسياحية".
وضمن جولة عالمية لها تشارك فرقة "بينك مارتيني" في حفلات موسيقى العالم بدمشق. وهذه الفرقة الاميركية التي اسسها عازف البيانو توماس لودرديل والمغنية شاينا فروبز تتميز بعزفها الحانا من انحاء العالم وسجلت اخيرا اغنية "بكرا وبعده" لعبد الحليم حافظ.
والحان الفرقة تشكل محاولة لاحياء موسيقى عصر هوليوود الذهبي في خمسينات القرن الماضي اضافة الى اعادتها تقديم الاغاني الاوروبية واللاتينية بصيغة جديدة.
وتقدم فرقة "بينك مارتيني" نفسها على انها "اوركسترا صغيرة سفيرة للعديد من الانواع الموسيقية التي تؤجج الحنين وتخلق جوا من المرح لدى سامعيها".
وتتهيأ قلعة دمشق لاستضافة 3000 شخص يوميا اذ اعد المنظمون ساحتها الداخلية الكبيرة لتتسع لهذا العدد وقوفا وجلوسا على كراس قريبة من المسرح المقام في الهواء الطلق. ويشير المنظمون الى انهم حاولوا استقطاب جمهور كبير عبر "وضع اسعار عادية لتذاكر الدخول" وكذلك "اجراء حسومات لطلاب الجامعات وانشاء مجموعة خاصة بالمهرجان على موقع فيس بوك". والتذاكر درجتان وقيمتها بين 4 و10 دولارات.
وتؤكد جمانة الياسري ان "المهرجان لا يوجد خلف اقامته اي غاية ربحية" وتشير الى ان "عائدات بيع التذاكر لن تغطي الا جزءا صغيرا من تكاليف الحفلات".
وحول الاتصال بالمشاركين تشير الياسري الى ان "من دعيناهم تجاوبوا بطريقة فاجأتنا" وتضيف ان تجاوب كل الفرق المدعوة "جعلنا نضطر للاعتذار من البعض".
وتلفت مبرمجة المهرجان الى مسألة اخرى فاجأت اثناء تنظيمه وتقول "كنا نتوقع ان اجور الفرق عالية جدا وذلك قياسا بما يطلبه بعض النجوم العرب لكن جميع من شاركوا طلبوا اجرا اقل باضعاف مما يطلبه اي نجم عربي".
ويختتم المهرجان لياليه بحفلة للمغنية السورية لينا شماميان التي تقوم تجربتها على اعادة تقديم التراث في قوالب موسيقى الجاز. ويليه مباشرة حفل آخر للمغنية والمؤلفة انجيليك كيدجو القادمة من جنوب الصحراء الافريقية. وقادها التزامها بالقضايا الانسانية الراهنة الى تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة في اليونسيف منذ عام 2002.
وعلى هامش المهرجان يقدم الموسيقيان السويسريان اوليفر فريدلي وايريس رينيرت حفلا في مجال الموسيقى الالكترونية الحية والفنون متعددة الوسائط وابتكار آلات موسيقية جديدة من خلال تغيير الاستخدام الاصلي للادوات الكهربائية.
والى جانبهما تكمل فرقة باندو الالمانية الامسية يوم الجمعة 18 تموز/يوليو اذ تقدم الايقاعات الافريقية بطريقة فريدة مستخدمة البراميل المعدنية الفارغة في عرض يتقصد الابهار السمعي والبصري ويتخلله الموسيقى الالكترونية والرقص